Published - Tue, 07 Feb 2023

مستقبل المناهج التعليمية

مستقبل المناهج التعليمية

في إطار رؤيتها للتأثير في المستقبل، أطلقت تلوجيا تاسع ندوات "لوجيا المستقبل"؛ البرنامج الذي يؤرشف ويوثق "اليوم" ما سيكون في "الغد" إنطلاقاً من مشاهدات الماضي، ومعاينة الواقع وصولاً إلى إستشراف المستقبل.

 

تاسع الندوات كانت بعنوان "مستقبل المناهج التعليمية"؛ إستضافت البروفيسور سامي بن فهد السنيدي من المملكة العربية السعودية، دكتوراه في فلسفة التربية وحاوره المستشار أحمد ذيب أحمد.

 

حاكى "مستقبل المناهج التعليمية" أقوى الوسائل والأدوات التي تستخدم من أجل تحقيق آمال وتطلعات المجتمعات؛ إبتداءً من تعريف المناهج التعليمية وأسسها ومكوناتها، بالإضافة إلى السمات التي يجب توفرها في هذه المناهج لتواكب العصر الحالي وصولاً إلى المستقبل.

ناقشت الندوة أهمية ودور الإبتكار في التعليم والمناهج التعليمية اليوم، وما سيكون عليه هذا الدور مستقبلاً؛ وكيف أثرت المستجدات المعاصرة والمتغيرات الحديثة في تصميم وتطبيق المناهج التعليمية.

وفي حالة إستشرافية؛ تداول المتحاوران إلى أين قد يصل إمتداد هذا التأثير مع الإنتشار التكنولوجي والطفرات المتجددة.

أما النظرة النقدية؛ فتمحورت حول الآليات التي توضع على أساسها المناهج التعليمية وما إذا كان يستفاد من تجارب الدول الأخرى.

كما كانت محطة في ضوء رؤية المملكة العربية السعودية 2030؛ تلك الرؤية الطموحة التي أطلقها سمو ولي العهد محمد بن سلمان والتي ركزت على الشفافية ورسمت إنطلاقة جديدة نحو التميز والرقي وعملت على تطوير وبناء المناهج وفق فلسفة تربوية رائدة تواكب مجريات التطورات الفكرية والمعرفية والتكنولوجية والصناعية وغيرها.

وكجزء من هذه الرؤية إنطلق برنامج تنمية القدرات البشرية الذي تطرق إليه البروفيسور سامي بن فهد السنيدي مشيراً إلى تركيزه على تطوير وإستثمار رأس المال البشري، كما وتركيزه على العديد من القيم وعلى مهارات المستقبل وغير ذلك في سبيل إنتاج مواطن صالح متكامل الشخصية في عدة جهات ومجالات.

وكما وصفها المستشار أحمد ذيب؛ رؤية 2030 هي رؤية متجددة تنقل المجتمع من التمسك بأداءات، وستكون رافعة لمجتمعات عربية أخرى.

 

تخلل الندوة إستبيان أول حول الذي سيكون له التأثير الأكبر مستقبلاً على تصميم المناهج التعليمية؛ فتوزعت آراء الحضور على النحو التالي:

% 59 التطور التكنولوجي.

% 31 توجهات سوق العمل.

% 6 توصيات البحوث التربوية والتعليمية.

% 4 متطلبات المجتمع.

أما الإستبيان الثاني فكان حول لأي درجة تلبي المناهج الحالية متطلبات النهوض بالمجتمعات؛ فتوزعت آراء الحضور على النحو التالي:

% 69 بدرجة مقبولة.

% 19 محايد.

% 12 بدرجة كبيرة وواضحة.

 

وقد إستشرف المتحاوران ما يلي:

-         ربما نذهب بإتجاه أساليب لتصميم مناهج تعليمية عالمية؛ ولكن سيكون من غير المجدي أن يكون لدينا أسلوب واحد أو منهاج واحد.

-         قد تكون العالمية جيدة في نواحٍ معينة ولكنها قد تكون أيضاً صعبة لناحية خصوصيات المجتمعات.

-         سيصبح الإبتكار ظاهرة في المستقبل، من خلال تدريسها وتعليمها سنغطي الجوانب الأخرى من المتطلبات والمناهج الدراسية.

-         قد يصل الذكاء الإصطناعي إلى مرحلة الإعتماد عليه في إبتكار مناهج وأساليب جديدة، ويكون هذا أسلوب جديد مستقبلاً في تصميم المناهج.

-         لن يحل الذكاء الإصطناعي محل المعلم.

-         سيكون دور الذكاء الإصطناعي تلقينياً في المهارات الدنيا؛ الأمر الذي سيعطي الدور الإنساني أهمية أكبر.

-         وظائف المستقبل، هي منهجية؛ هدفها أن تُلغى الوظائف في المستقبل.

-         سنرى شكلاً آخر للوظيفة، بهامش حرية.

-         إن لم يتواكب المنهج التعليمي ويسعى ليطغى على المشتتات، لن يرضى الجيل بتمرير المناهج التقليدية التي لا تتواكب مع متطلباته وما يريده من إمكانيات.

 

أما لجهة مسؤوليتنا اليوم تجاه ما نراه مستقبلاً للمناهج التعليمية؛ فقد خلصت الندوة إلى عدد من التوصيات والنصائح يلي ذكرها:

-         إذا كان هناك عالمية للمناهج لا بد أن تكون إتفاقية حول ماذا يدرس وما هي الثقافات والقيم والمهارات والمعارف؛ ثم يكون لكل مؤسسة تعليمية أو لكل دولة نظامها الخاص وقيمها ومبادئها الخاصة.

-         لا بد أن يكون لكل مجتمع ولكل وطن أو دولة، ثقافة خاصة وطموحات وآمال تصبو للنهوض على كافة الأصعدة.

-         إذا كانت العالمية حتمية، لا بد لكل مجتمع أن يدمج ضمن هذا التوجه العالمي قيمه الخاصة ومتطلباته المجتمعية الخاصة.

-         المحافظة على الهوية الثقافية والوطنية، بدون إقصاء الآخر؛ بل الإستفادة منه بحيث نحافظ على طابعنا الخاص ولا تتزعزع قيمنا.

-         لتكون لدينا القدرة التنافسية العالمية، علينا بإكتساب وإكساب الكثير من المهارات.

-         عملية التخطيط لها دور كبير عند الحديث عن سمات بناء المناهج.

-         لا بد من إثارة التفكير وفضول المتعلم، بمعنى أن نزيد لديه التساؤل النقدي وتهيئة فرص البحث والتطوير من خلال المنهج التعليمي.

-         التوجه نحو التعلم الذاتي وبالإكتشاف والتعلم القائم على الظواهر، كما أن تكون هناك تقنيات داخل الفصل الدراسي.

-         عدم إغفال جوانب الإبداع والإبتكار وحل المشكلات لدى الطالب.

-         توظيف الإبتكار كظاهرة في التعليم.

-         الإبتكار في أساليب ووسائل تصميم المناهج التعليمية.

-         لا بد من توفير مهارات القرن الحادي والعشرين التي تتكلم عن طالب ريادي، وتمكينه من هذه المهارات؛ ومن ضمنها الإبتكار.

-         لعدم تخريج طلاب مستهلكين وموظفين ومعتمدين، بل منتجين.

-         لتخريج طلاب مبدعين، لديهم القدرة بجدارة على تلبية متطلبات التعليم الجامعي وسوق العمل.

-         نحن بحاجة لطلاب ومتعلمين مبادرين، لديهم القدرة على التحديات التي تواجههم.

-         تعزيز ثقافة البحث العلمي.

-         لا بد أن تتغير الأدوار داخل المدارس وداخل الجامعات؛ ولا بد أن تتواكب مع الذكاء الإصطناعي.

-         لا لرفض الذكاء الإصطناعي، بل علينا أن نؤطر وجوده في مناهجنا التعليمية والدراسية بأن يقوم بالدور الأساسي ونتفرغ نحن للدور الأكبر.

-         لإستغلال الذكاء الإصطناعي بصورة جيدة ومواءمة المناهج التعليمية للتعامل مع هذا الذكاء الإصطناعي في كثير من الأمور والمجالات.

-         أنسنة المنهج والموازنة بين القيم الإنسانية والجمالية والحضارية بحيث لا نلهث خلف القيم المادية وننسى الطبيعة البشرية.

-         من أخطر ما يمكن على سوق التعليم، أن يتم تصميم المناهج بناءً على توجهات سوق العمل.

-         لنصل إلى منظومة متكاملة تسهم في البيئة العربية لتحقيق التوجهات الحديثة، يجب إشراك أولياء الأمور عند تصميم المناهج ولا بد من إخضاع المعلمين لدورات في كيفية المنهج الجديد كما وتثقيف المجتمع حوله.

-         كلما كانت لديك معارف، كلما أصبحت أنت من تقود العالم.

-         عدم السماح للهيمنة الثقافية العالمية أن تسيطر على ثقافتنا وقيمنا العربية.

-         مواجهة التحديات تكون بتطوير المناهج وتشكيل البنية المعرفية وتحديد الأهداف والأساسيات بما يتلاءم مع طبيعتنا وهويتنا، الأمر الذي يعزز الإنتماء مع الإنفتاح.

-         تعزيز ثقافة الشكر من خلال إشراك أصحاب المصلحة بإتخاذ القرار.

-         عند تأسيس المنهج التعليمي يجب أن تضاف له مرحلة أخرى قبل تفعيله وهي مرحلة الإعداد التي تتطلب جهداً إجتماعياً وإعلامياً ليس سهلاً.

-         نحن بحاجة لمرحلة مهمة جداً مع إعداد المنهاج وتأسيسه وقبل إطلاقه وتنفيذه، ليس فقط تجربته بل إجراء برنامج تهيئة مجتمعية وإختبار مدى مطابقة المنهج لتوجهات وتفضيلات المجتمع؛ وهذه خطوة تكميلية ما قبل إطلاق المناهج.

-         لا بد من تشخيص الواقع قبل بناء المنهج وتطويره.

-         تعزيز الإنتماء والولاء للوطن والمواطنة المسؤولة والمشاركة المجتمعية.

-         نحن بحاجة لخلق وتعزيز الدافعية، لأن المناهج التي لا تخلق الدافعية ستبقى تقليدية مهما تطورت.

-         أن يكون لدينا مناهج تعليمية متكاملة متراكمة.

-         أن تكون مناهجنا التعليمية واعية وذكية.


دعا المستشار أحمد ذيب أحمد لدعم البحوث العلمية في مجال تأليف وتطوير المناهج ونقل التجارب والأساليب الأخرى مع التأكيد على تهيئة المجتمع من خلال "منهاج معزز للمنهاج"، يقدم الحلول لتهيئة المجتمع من أجل المنهاج التعليمي؛ وصولاً إلى الإنتهاء من خطيئة إمتحان الثانوية العامة.

وكان إطلاق مبادرة لتوحيد المرجعية النقدية بإنشاء هيئة أو مجموعة تطوعية مسؤولة، تفتح المجال أمام كل المؤسسات التعليمية أو الوزارات التعليمية في العالم العربي وتعمل على تقديم رؤية نقدية للمناهج أو لأسس وأساليب بناء المناهج.

حيث أضاف البروفيسور سامي بن فهد السنيدي أن قضية النقد هي التي تسهم في التجديد والتطوير والتغيير.

أيضاً كانت دعوة من البروفيسور السنيدي إلى تكاتف الجميع في تطوير وتصميم وتأليف المناهج، وكذلك في تطبيقها؛ وأن يتم إعتبار كافة إحتياجات المجتمع.

وأكد البروفيسور السنيدي على أهمية المنهج التكاملي من حيث الموضوعات والمهارات من خلال خطة مدروسة.


كتبت الدكتورة إلهام بلال - أستاذ المناهج وطرق التدريس بمعهد الدراسات التربوية في جامعة القاهرة؛ أن المناهج التي نتطلع إليها يجب أن تركز على الثقافة النقدية في مواجهة ثقافة الصمت التي تشجع المقولات الجاهزة وتستند على الحقيقة المطلقة والحلول المنقذة.

 

تطوير المناهج التعليمية عملية مستمرة تستغرق الكثير من الوقت، وقد بدأت بالفعل الدول العربية بتطوير مناهجها؛ لكن وتيرة التطور بطبيعة الحال تختلف بين الدول تبعاً للإمكانيات المالية والبشرية المتاحة.

 

ربما تكون إشكالية حول منطقية وواقعية مطالبة حكومات دول يعيش أكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر بالتركيز على تطوير المناهج التعليمية في ظل أوضاع إقتصادية مزرية وجوع حد العطب؛ ولكن يبقى "الأمل مباح والسعي متاح" لمن يرون بأنفسهم الأهلية للتأثير في المستقبل.



أنشئ من قبل

Comments (0)

بحث
Popular categories
أحدث المدونات
اللغة الصينية - المستوى الأول (المرحلة الثانية)
اللغة الصينية - المستوى الأول (المرحلة الثانية)
خرجت أكاديمية تلوجيا الدفعة الثالثة من طلاب قسم اللغات.. تمثلت الدفعة الثالثة بخريجي دورة اللغة الصينية - المستوى الأول (المرحلة الثانية) والتي قدمتها الأستاذة المتألقة ريان الطيب الرافعي.. إستمرت الدورة 6 أسابيع وكانت تفاعلية بإمتياز؛ غطت القراءة والكتابة والمحادثة والإستماع وفق أحدث وأعلى المعايير العلمية الرصينة، المعتمدة في أهم المراكز الحكومية الصينية (HSK1).. أثمر إمتحان الإجتياز عن نتائج مبهرة فاقت التوقعات، وتكللت بمنح الشهادات الإلكترونية للطلاب الناجحين الذين تأهلوا للترفيع إلى المستوى الأول (المرحلة الثالثة).. كما تقدمت تلوجيا بشهادة شكر وإمتنان لجانب الأستاذة ريان الطيب الرافعي تقديراً لعطائها وتفانيها.. نثني على جهود الأستاذة ريان الطيب الرافعي ونبارك للخريجين متمنين لهم مزيداً من النجاحات..

Fri, 03 May 2024

شركة المستقبل المتميز للتعليم القابضة (للتعليم عن بعد) - المملكة العربية السعودية
شركة المستقبل المتميز للتعليم القابضة (للتعليم عن بعد) - المملكة العربية السعودية
عقدت أكاديمية تلوجيا (المنبثقة عن كلية تلوجيا) إجتماعاً مع "شركة المستقبل المتميز للتعليم القابضة (للتعليم عن بعد)".تمثلت الشركة برئيس مجلس إدارتها سعادة الدكتور خالد عبد القادر ميرة ومديرها العام سعادة الدكتور عبد الكريم بالرقوش الزهراني؛ ومثلت تلوجيا سعادة الدكتورة آمنة علي فرحات بصفتها شريك مدير - عضو مجلس إدارة/ نائب ومستشار المدير التنفيذي/ مدير الإدارة والتطوير إضافةً إلى صفتها كمدير عام للأكاديمية. تخلل الإجتماع نقاش لعمل بروتوكول تعاون وإختتم اللقاء بإلتقاط الصور التذكارية.

Fri, 02 Feb 2024

اللغة الصينية - المستوى الأول (المرحلة الأولى)
اللغة الصينية - المستوى الأول (المرحلة الأولى)
خرجت أكاديمية تلوجيا الدفعة الثانية من طلاب قسم اللغات.. تمثلت الدفعة الثانية بخريجي دورة اللغة الصينية - المستوى الأول (المرحلة الأولى) والتي قدمتها الأستاذة المتألقة ريان الطيب الرافعي.. إستمرت الدورة 6 أسابيع وكانت تفاعلية بإمتياز؛ غطت القراءة والكتابة والمحادثة والإستماع وفق أحدث وأعلى المعايير العلمية الرصينة، المعتمدة في أهم المراكز الحكومية الصينية (HSK1).. أثمر إمتحان الإجتياز عن نتائج مبهرة فاقت التوقعات، وتكللت بمنح الشهادات الإلكترونية للطلاب الناجحين الذين تأهلوا للترفيع إلى المستوى الأول (المرحلة الثانية).. كما تقدمت تلوجيا بشهادة شكر وإمتنان لجانب الأستاذة ريان الطيب الرافعي تقديراً لعطائها وتفانيها..  نثني على جهود الأستاذة ريان الطيب الرافعي ونبارك للخريجين متمنين لهم مزيداً من النجاحات..

Thu, 01 Feb 2024

كل المقالات