Published - Thu, 12 Jan 2023
في إطار رؤيتها للتأثير
في المستقبل، أطلقت تلوجيا سادس ندوات "لوجيا المستقبل"؛ البرنامج الذي يؤرشف
ويوثق "اليوم" ما سيكون في "الغد" إنطلاقاً من مشاهدات
الماضي، ومعاينة الواقع وصولاً إلى إستشراف المستقبل.
سادس الندوات كانت بعنوان "مستقبل الإعلام بين القيمة والسلعة"؛
إستضافت الدكتور بدر الدين زواقة من الجزائر، دكتوراه في الإعلام
والإتصال وفلسفة التواصل وحاوره المستشار أحمد ذيب أحمد.
حاكى "مستقبل الإعلام بين القيمة والسلعة" ذلك المؤثر على
وعينا وفكرنا والمشارك دون إستئذان في تربية أجيالنا؛ إبتداءً من إعادة صياغة تعريف الإعلام من خلال النظرة الشاملة لما كان عليه
تاريخياً وثقافياً ولما سيكون عليه مستقبلاً.
ناقشت الندوة العلاقة الجدلية ما بين
الإبتكار والإعلام؛ وكحالة إستشرافية تطرق المتحاوران للرؤية المستقبلية للصراع ما
بين مفاهيم القيمة والسلعة في الإعلام وكيفية التعامل معه. كما دار حديث حول دور
التطور التكنولوجي في تغذية وضبط وتفعيل هذا الصراع الآن وفي المستقبل إضافةً إلى ملامح
إستراتيجيات التربية الإعلامية التي تشكل بدورها الخلاص المنشود.
تخلل الندوة إستبيان أول حول صاحب التأثير الأكبر على الآخر، الإعلام أم
المستقبل؛ فتوزعت آراء الحضور على النحو التالي:
% 57 الإعلام يصنع المستقبل.
% 35 يتجاوب الإعلام مع الحالة المستقبلية.
% 8 محايد، التطور طبيعي بين الإعلام والمستقبل.
أما الإستبيان الثاني فكان حول كيف يُرى الإعلام في المستقبل؛
فتوزعت آراء الحضور على النحو التالي:
% 55 سلعي أكثر.
% 40 متوازن ما بين السلعة والقيمة.
% 5 قيمي أكثر.
وقد إستشرف المتحاوران ما يلي:
-
عدم الإرتقاء بمجتمع المعرفة سيعزز قابليتنا للإستعمار.
-
دور الإعلام سيصبح أكثر تأثيراً ووجوداً.
-
سيتجذر حكم الشركات وسيكون التأثير من خلال شركات إعلامية أكثر قوة.
-
الشركات الإعلامية ستحكم وستكون لها سطوة أكثر.
-
سيتطور الإعلام بشكل كبير وستكون الفرص بقدر التحديات.
-
التكنولوجيا لن توجه الإعلام وإنما الذي سيوجهه هو كيف سنوظف هذه التكنولوجيا.
-
من يصنع التكنولوجيا بأهداف سيئة لن يستطيع السيطرة على الفرص الجيدة.
أما لجهة مسؤوليتنا اليوم تجاه ما نراه مستقبلاً للإعلام؛ فقد خلصت الندوة
إلى عدد من التوصيات والنصائح يلي ذكرها:
-
إكتشاف وتصنيع وسائل الإعلام بدلاً من تلقيها وإستهلاكها.
-
إستغلال الإبتكار لصالح القيم والمعارف التي نؤمن بها.
-
فهم التكنولوجيا والإرتقاء بها نحو التأسيس للتربية الإعلامية.
-
الترويج للإعلام القيمي وتبني إعلام القيمة.
-
مهمة مؤسسات التنشئة الإجتماعية أن تربي على المسؤولية منذ الصغر.
-
الإهتمام بالتربية وغرس القيم منذ الطفولة.
-
الإنطلاق من ثلاثية الإستيعاب والنقد والتجاوز.
-
رفع مستوى القيمة ليستمر الأثر.
-
غرس القيم في الرسائل الإعلامية.
-
تشجيع الإعلام التخصصي.
-
علاج الإدمان الإلكتروني بتحويل المتلقي السلبي إلى مرسل إيجابي.
-
الدفع بإتجاه الإنتاجية وإنقاذ شبابنا بتحويلهم من مستهلكين إلى منتجين.
-
التركيز على الفرص الجيدة والإستثمار فيها.
-
عدم تجاهل تكنولوجيا الإعلام والإتصال بل إستيعابها وترقيتها وأخلقتها.
-
التحرر من تبعية المؤسسات وعدم إنتظار القرار الرسمي.
-
الإلتفاف حول المبادرات ومأسستها.
-
تحريم وتجريم خبر الجريمة.
-
التركيز على الفائدة المستقبلية من تبني أي فكرة أو معلومة.
كما كانت دعوة من المستشار أحمد ذيب أحمد
للإستفادة من تجربة الدكتور بدر الدين زواقة في الإعلام الإيجابي وإطلاقها كمبادرة
على المستوى العربي وتأسيس مسار تدريبي أو تعليمي يركز على الإعلام القيمي.
أيضاً كانت دعوة من الدكتور بدر
الدين زواقة لشق الطريق من خلال دورات تكوينية في الإعلام القيمي بشهادات ماستر
مهنية.
إن ثورة تكنولوجيا المعلومات والإتصال المتسارعة
وتأثيراتها على وسائل الإعلام والإتصال تشكل اليوم عاملاً حاسماً في قيادة التوجهات
العالمية ما دفع الدول الصناعية إلى الإستثمار حد الجنون في هذا القطاع لعلمها
بأهميته في إستراتيجية السيطرة والهيمنة من خلال القوة الناعمة لصناعة القرار ورسم
السياسات.
تبدو مهمة إستشراف مستقبل الإعلام العربي في
بلداننا غير المتقدمة من زاوية التكنولوجيا حتى إشعار آخر، مسألة سهلة نسبياً
فالمستقبل في الوطن العربي حتى الآن هو على الأغلب ماضٍ في البلدان المتقدمة.
الأكيد أن لكل سلطة إعلام والأكيد أيضاً أن للإعلام سلطة وأولى ممتدة ومتمددة ليست رابعة؛ فالكيان الأقوى هو الذي يدغدغ عقول الجماهير وصولاً إلى تخديرها والتحكم بها.
Fri, 03 May 2024
Fri, 02 Feb 2024
Thu, 01 Feb 2024
Write a public review