الوعي بقضايا رأس المال البشري

رأس المال البشري أساس الأصول جمعاء في كل بلد، فهو العقل المدبر والمستثمر الأساسي لبقية الموارد، حيث تهلك الدول دون نمو هذا المورد.

أكثر دول الغرب والشرق نجاحاً هي التي استثمرت في رأس مالها البشري وقامت بتنميته بالعلم والتدريب والتطوير لينتج عن ذلك بحوث وتطوير واختراعات وابتكارات وضعتها في أوائل الدول، لتصل إلى القمة، وهذا ما لا نراه في أغلب دولنا العربية.

إن وجود عقول مفكرة قادرة على وضع مشاريع لتنمية وتكوين رأس المال البشري من أمثال الدكتور ناصر المصري (مستشار الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة) والذي استضافته تلوجيا في برنامجها حراس الوعي بتقديم الأستاذة شيماء جاويش يبعث الأمل والتفاؤل.

تحدث الدكتور ناصر المصري عن تكوين رأس المال البشري وأشار إلى مدى أهمية الاهتمام بالإنسان منذ الصغر وفي المراحل التعليمية الأولى، بدءاً بتحديد اهتمامات وميولات الأطفال وقدراتهم واستغلالها وتوجيهها التوجيه الصحيح الذي يعود بالنفع عليهم أولاً وعلى مجتمعاتهم، واستغلال سنوات المدرسة للأطفال والنشء بتعلم مهارات حياتية مهمة تعلمهم الاعتماد على النفس.

واقترح برامجاً وخططاً تنموية في مجال التعليم وفي مجال الاستثمار وريادة الأعمال لدعم الشباب والاستثمار فيه، من خلال إعادة النظر في طريقة الاستفادة من الأموال الموجهة للدولة من الزكاة والأوقاف وأموال المعاشات المعادة للدولة لعدم وجود منتفعين بها، وكذلك رؤية جديدة في نظام التأمينات.

بالإضافة إلى إمكانية عقد شراكات مع الشركات الرائدة بعلامتها التجارية وقدراتها التقنية لإنشاء مؤسسات ومراكز تعليمية وتدريبية لتعليم الشباب وحثهم على البحث العلمي والابتكار من خلال تراخيص ممنوحة من أشهر الشركات العالمية. 

وقد وضح الدكتور ناصر خطوط عريضة لكيفية تنفيذ هذه الخطط، كما وضح حلول البطالة المقنعة وناقش آفات الفساد الإداري من رشوة ووساطة وغيرها، وشرح تجربته بوضع برنامج للترقيات وتقدير الموظفين يحفظ العدالة ويطبق مبدأ الشفافية والمساءلة.

صدقاً لقاء ثري وأفكار قابلة للتبني والتطبيق من عدة جهات خاصة وأن الحاضرين من دول عربية مختلفة، "وكل منا على ثغر" حسب مقولة د. ناصر المشهورة والتي عهدناه يكررها في كل لقاء لنا في تلوجيا.

أرجو أن تتم مشاهدة ومشاركة هذه الحلقة، وعسى أن تلقى مهتماً أو داعماً لمثل هذه البرامج وتطويرها بشكل مدروس وممنهج، بما يعود بالنفع لأي دولة من دولنا العربية.

مشاهدة ممتعة